نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية الثلاثاء تحقيقا بعث به مراسلها روري مكارثي من حي الزيتون جنوب مدينة غزة بدأه بالقول إن "48 فردا من عائلة السموني استشهدوا في يوم واحد عندما انصبت قذائف العدوان الإسرائيلي فجأة على مساكن تلك العائلة. وروت الصحيفة حكاية حلمي السموني الذي كبا على ركبتيه بالأمس فوق ارض غرفة النوم التي كانت تشاركه فيها زوجته وابنه ذو الخمسة أشهر، ينكش بأظفاره طبقة كثيفة من التراب والزجاج المكسور بحثا عن مقتنيات تحمل ذكريات حياته، وقال "وجدت خاتما، وقد أجد المزيد". استشهدت زوجته مها وابنه الطفل محمد في الأسبوع الثاني من العدوان الإسرائيلي الذي استمر 32 يوما على غزة عندما قصفتهم القوات الإسرائيلية أثناء لجوئهم الى مكان قريب مع عشرات آخرين من الأقارب. وتأكد الآن أن 48 فردا من عائلة واحدة استشهدوا صباح الاثنين الخامس من كانون الثاني (يناير) في الطرف الجنوبي لمدينة غزة.
ومن بين غيوم الإرهاب التي نالت من نفوس المدنيين في غزة في هذه الحرب يظل مصير عائلة السموني، وهي عائلة من المزارعين تعيش متجاورة في مساكن بسيطة، كان الأكثر أسى.
دمرت حوالي عشرة منازل في هذه المنطقة الصغيرة، ولم تترك أكثر من أنقاض على الرمال أمس. والحقيقة هي أن منزل حلمي السموني المكون من طابقين كان احد المنازل القليلة التي لم يطلها الدمار رغم الفتحة التي تسببت بها قذيفة دبابة كبيرة في جدار غرفة النوم. وخلال العملية الإسرائيلية احتل الجنود المنزل ودمروا الأثاث وأقاموا مواقع للقنص خلف أكياس رملية في أنحاء المنزل.
وما خلفوه وراءهم كان الفتات الفريد لأعمالهم: أغطية الرصاصات، وعلب الفستق المحمص وعليها كتابة بالعبرية، كيس من البلاستيك يشتمل على "نوع ممتاز لتدفئة الجسم"، عشرات من اكياس حفظ النفايات، ومراحيض متنقلة للقوات بعضها فارغ والأخر مزكم مليء بالقاذورات.
ولعل اشد ما يبغض المرء ما خلفوه من كتابات على حائط الطابق الارضي.. بعضها بالعبرية، بينما الكثير منها كتب بلغة انكليزية ركيكة "يجب قتل العرب"، "موتوا الآن"، "انطلقوا للحرب لا للسلام"، وكان هناك رسم لحجارة القبور وقد كتب عليه "العرب 1948 – 2009"
كما كانت هناك عدة رسومات لنجمة داود والى جانب احد تلك الرسومات كتبت جملة "نحن هنا يا غزة".
وقام شقيق حلمي واسمه صلاح (30 عاما) والذي يقيم في شقة بالمبنى نفسه. بدوره بإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنه تصريح عمل إسرائيلي صدر ذات يوم باسم والده. وقال صلاح "أعطوه التصريح ثم جاءوا من إسرائيل وقتلوه". وقد فقد في الهجوم الإسرائيلي والده طلال ووالدته رحمه كما فقد ابنته ذات الربيعين عزه.
من المعروف أن إسرائيل حظرت خلال الهجوم دخول الصحافيين إلى غزة. إلا أن ما أورده صلاح وجيرانه من فوق ركام منزلهم أمس ينسجم مع ما تحدث به شهود عيان في الأيام التي تلت الهجوم الإسرائيلي، وهي أقوال دعت الأمم المتحدة إلى وصف عمليات القتل في حي الزيتون على أنها من اشد مشاهد الحرب قسوة، بينما قال عنها الصليب الأحمر في تنديد علني نادر المثال انه "حادث مذهل".
أخرجت من بين الأنقاض جثامين حوالي عشرة أشخاص يوم الأحد، واخرج جثمان آخر بالأمس، ليرفع عدد افراد عائلة السموني الشهداء الى 48 حسب ما ذكره المدير العام لخدمات الطوارئ في غزة الدكتور معاوية حسنين. ومع ارتفاع عدد الجثامين التي يتم إخراجها يوميا، فان عدد شهداء الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استغرق ثلاثة أسابيع وصل الآن إلى 1310. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 13 فردا.
ويوم السبت الذي تلى الهجوم، أي بعد أسبوع من القصف الجوي الإسرائيلي، انطلقت موجة من قذائف المدفعية الثقيلة سبقت الغزو البري لغزة. في تلك الليلة لجأ صلاح السموني إلى الطابق الأرضي مع 16 آخرين من أفراد عائلته. ومع بزوغ فجر اليوم التالي، الأحد 4 كانون الثاني (يناير) كان مزيد من الجيران يفتشون عن ملجأ حتى وصل العدد إلى حوالي 50 فردا.
وقال صلاح "أطلقوا قذيفة على الطابق العلوي مما أشعل حريقا. طلبنا العون من الإسعاف والإطفاء، إلا إن أحدا لم يتمكن من الوصول إلينا". ولم يمض وقت طويل حتى اقترب جنود إسرائيليون. "جاءوا واخذوا يدقون الباب وطلبوا من الجميع مغادرة المكان". ومشى الجميع بضعة أمتار في الطريق الرملي ودخلوا إلى منزل كبير من طابق واحد لوائل السموني.
بقوا هناك طيلة اليوم، ووصل العدد آنئذ إلى 100 رجل وامرأة وطفل، دون طعام ولكن بكميات قليلة من الماء. ورغم احتمال أن يكون هناك مقاتلون فلسطينيون في الحقول المفتوحة حول المساكن، إلا أن جميع شهود العيان ظلوا متمسكين بالقول ان الذين تجمعوا في منزل وائل السموني كانوا جميعا مدنيين وكلهم من أفراد العائلة الكبيرة.
قرر أربعة رجال من بينهم صلاح في صباح الاثنين أن يخرجوا لإحضار أخشاب لاستخدامها في الطبخ. وقال صلاح "أطلقوا علينا النار". استشهد اثنان من الأربعة على الفور وأصيب الاثنان الآخران. أصيب صلاح بشظية في جبهته وظهره وساقيه. وقال إن قذيفتين أخريين أصابتا المنزل بعد ذلك وأدتا إلى استشهاد عشرات منهم.
فر صلاح وحوالي 70 من المنزل وصاحوا على سمع الجنود أن بينهم نساء وأطفالا. ركضوا إلى الشارع الرئيسي ولمسافة كيلومتر حيث يمكن لسيارات الإسعاف أن تصل إليهم. وظل الباقون في المنزل.
أما فارس (59 عاما) والد وائل السموني فكان يعيش في المنزل المجاور للمنزل الذي لجأ إليه أفراد العائلة. منزله من طابق واحد وله سقف من الصفيح المموج، وقد انتقلت عائلته إلى المنزل المجاور الا انه فضل البقاء في مكانه. كان يخشى إذا غادر المنزل أن تطلق عليه النار، ويوم الثلاثاء طلب منه الناجون أن يحضر لهم الماء، فسار مسرعا لمسافة قصيرة وانضم إليهم.
وقال إن "جثث الشهداء كانت ملقاة على الأرض. كان البعض مصابا وكانوا يحاولون مساعدة بعضهم البعض". كانت رزقه (50 عاما) زوجة فارس من بين الشهداء وكذلك كانت زوجة ابنه حنان، وحفيدته هدى (16 عاما).
ولم تأت النجدة للباقين الا بعد ظهر اليوم التالي الأربعاء عندما وصل فريق من "الصليب الأحمر" لنقلهم إلى المستشفى.
ويقول الجيش الإسرائيلي انه يحقق فيما حدث بحي الزيتون. ولكنه كرر نفيه ان تكون قواته قد أمرت السكان بالتجمع في منزل واحد وقال انه قواته لا تستهدف مدنيين عن عمد.
إلا أن هناك من أفراد العائلة من يرى خلاف ذلك. فرج السموني (22 عاما) كان يعيش مع عائلته قرب حلمي وصلاح. وقد لجأت العائلة من القصف الكثيف، واجتمع 18 من أفراد العائلة في غرفة واحدة خلال الليل. وصباح الأحد اقترب الجنود الإسرائيليون "وصاحوا طالبين خروج صاحب المنزل. فتح والدي الباب وخرج، أطلقوا عليه النار مباشرة واستشهد أمام منزله".
وفيما كانت جثة والده عطية (45 عاما) مسجاة على الأرض في الخارج أطلق الجنود الإسرائيليون مزيدا من الطلقات النارية نحو الغرفة، وقال إنهم في هذه المرة قتلوا أخيه الأصغر احمد (4 سنوات) ووالدة الصغير.
وبالامس كانت هناك دماء على جدار الغرفة الصغيرة التي كان يجلس فيها الطفل. أمرتهم القوات بعد ذلك بالانبطاح على الأرض. إلا انه عندما بدأت النيران تحرق الغرفة المجاورة وترسل دخانا قاتما بدأوا يصيحون طالبين السماح لهم بالخروج. وقال فرج كنا نصيح "بيننا أطفال".
وبعد لأي سمح لهم الجنود بالخروج، فركضوا في الطريق ومروا عند الآخرين الذين اجتمعوا في منزل وائل السموني بغرض الوصول إلى الطريق الرئيسي ومن ثم إلى الأمان.
وبعد أن عاد فرج، وجد ان منزله قد دمر عن بكرة أبيه، لم تبق منه الا كومة من قضبان الحديد الملتوية والكونكريت. وبقيت على المشواة قطع من الباذنجان المحروق التي كانت العائلة تعدها من اجل الإفطار. لم يتمكن فرج من دفن والده إلا يوم الأحد، ولكنه حتى في ذلك الوقت واجه معضلة ظالمة: فالمقابر في غزة مليئة الآن وليس هناك اسمنت بعد الحصار الإسرائيلي الطويل لدرجة انه اضطر إلى فتح قبر عتيق للعائلة ودفن والده إلى جانب جثة أخرى.
وقال فرج "كيف يمكننا أن ننعم بالسلام بينما هم يقتلون المدنيين بل وحتى الأطفال؟ أنا أؤيد وقف إطلاق النار الآن. ليست لدينا قوة. ولو لم تكن هناك هدنة لما أمكننا دفن شهدائنا".
وقال إبراهيم السموني (45 عاما) الذي فقد زوجته وأربعة من أبناءه في حي الزيتون "نحن نلوم كل شخص. نريد من الجميع ان يهتموا بنا وان يدركوا مدى ما عانيناه. نحن لسنا مقاتلي مقاومة. نحن اناس عاديون".
ومن بين غيوم الإرهاب التي نالت من نفوس المدنيين في غزة في هذه الحرب يظل مصير عائلة السموني، وهي عائلة من المزارعين تعيش متجاورة في مساكن بسيطة، كان الأكثر أسى.
دمرت حوالي عشرة منازل في هذه المنطقة الصغيرة، ولم تترك أكثر من أنقاض على الرمال أمس. والحقيقة هي أن منزل حلمي السموني المكون من طابقين كان احد المنازل القليلة التي لم يطلها الدمار رغم الفتحة التي تسببت بها قذيفة دبابة كبيرة في جدار غرفة النوم. وخلال العملية الإسرائيلية احتل الجنود المنزل ودمروا الأثاث وأقاموا مواقع للقنص خلف أكياس رملية في أنحاء المنزل.
وما خلفوه وراءهم كان الفتات الفريد لأعمالهم: أغطية الرصاصات، وعلب الفستق المحمص وعليها كتابة بالعبرية، كيس من البلاستيك يشتمل على "نوع ممتاز لتدفئة الجسم"، عشرات من اكياس حفظ النفايات، ومراحيض متنقلة للقوات بعضها فارغ والأخر مزكم مليء بالقاذورات.
ولعل اشد ما يبغض المرء ما خلفوه من كتابات على حائط الطابق الارضي.. بعضها بالعبرية، بينما الكثير منها كتب بلغة انكليزية ركيكة "يجب قتل العرب"، "موتوا الآن"، "انطلقوا للحرب لا للسلام"، وكان هناك رسم لحجارة القبور وقد كتب عليه "العرب 1948 – 2009"
كما كانت هناك عدة رسومات لنجمة داود والى جانب احد تلك الرسومات كتبت جملة "نحن هنا يا غزة".
وقام شقيق حلمي واسمه صلاح (30 عاما) والذي يقيم في شقة بالمبنى نفسه. بدوره بإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنه تصريح عمل إسرائيلي صدر ذات يوم باسم والده. وقال صلاح "أعطوه التصريح ثم جاءوا من إسرائيل وقتلوه". وقد فقد في الهجوم الإسرائيلي والده طلال ووالدته رحمه كما فقد ابنته ذات الربيعين عزه.
من المعروف أن إسرائيل حظرت خلال الهجوم دخول الصحافيين إلى غزة. إلا أن ما أورده صلاح وجيرانه من فوق ركام منزلهم أمس ينسجم مع ما تحدث به شهود عيان في الأيام التي تلت الهجوم الإسرائيلي، وهي أقوال دعت الأمم المتحدة إلى وصف عمليات القتل في حي الزيتون على أنها من اشد مشاهد الحرب قسوة، بينما قال عنها الصليب الأحمر في تنديد علني نادر المثال انه "حادث مذهل".
أخرجت من بين الأنقاض جثامين حوالي عشرة أشخاص يوم الأحد، واخرج جثمان آخر بالأمس، ليرفع عدد افراد عائلة السموني الشهداء الى 48 حسب ما ذكره المدير العام لخدمات الطوارئ في غزة الدكتور معاوية حسنين. ومع ارتفاع عدد الجثامين التي يتم إخراجها يوميا، فان عدد شهداء الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استغرق ثلاثة أسابيع وصل الآن إلى 1310. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 13 فردا.
ويوم السبت الذي تلى الهجوم، أي بعد أسبوع من القصف الجوي الإسرائيلي، انطلقت موجة من قذائف المدفعية الثقيلة سبقت الغزو البري لغزة. في تلك الليلة لجأ صلاح السموني إلى الطابق الأرضي مع 16 آخرين من أفراد عائلته. ومع بزوغ فجر اليوم التالي، الأحد 4 كانون الثاني (يناير) كان مزيد من الجيران يفتشون عن ملجأ حتى وصل العدد إلى حوالي 50 فردا.
وقال صلاح "أطلقوا قذيفة على الطابق العلوي مما أشعل حريقا. طلبنا العون من الإسعاف والإطفاء، إلا إن أحدا لم يتمكن من الوصول إلينا". ولم يمض وقت طويل حتى اقترب جنود إسرائيليون. "جاءوا واخذوا يدقون الباب وطلبوا من الجميع مغادرة المكان". ومشى الجميع بضعة أمتار في الطريق الرملي ودخلوا إلى منزل كبير من طابق واحد لوائل السموني.
بقوا هناك طيلة اليوم، ووصل العدد آنئذ إلى 100 رجل وامرأة وطفل، دون طعام ولكن بكميات قليلة من الماء. ورغم احتمال أن يكون هناك مقاتلون فلسطينيون في الحقول المفتوحة حول المساكن، إلا أن جميع شهود العيان ظلوا متمسكين بالقول ان الذين تجمعوا في منزل وائل السموني كانوا جميعا مدنيين وكلهم من أفراد العائلة الكبيرة.
قرر أربعة رجال من بينهم صلاح في صباح الاثنين أن يخرجوا لإحضار أخشاب لاستخدامها في الطبخ. وقال صلاح "أطلقوا علينا النار". استشهد اثنان من الأربعة على الفور وأصيب الاثنان الآخران. أصيب صلاح بشظية في جبهته وظهره وساقيه. وقال إن قذيفتين أخريين أصابتا المنزل بعد ذلك وأدتا إلى استشهاد عشرات منهم.
فر صلاح وحوالي 70 من المنزل وصاحوا على سمع الجنود أن بينهم نساء وأطفالا. ركضوا إلى الشارع الرئيسي ولمسافة كيلومتر حيث يمكن لسيارات الإسعاف أن تصل إليهم. وظل الباقون في المنزل.
أما فارس (59 عاما) والد وائل السموني فكان يعيش في المنزل المجاور للمنزل الذي لجأ إليه أفراد العائلة. منزله من طابق واحد وله سقف من الصفيح المموج، وقد انتقلت عائلته إلى المنزل المجاور الا انه فضل البقاء في مكانه. كان يخشى إذا غادر المنزل أن تطلق عليه النار، ويوم الثلاثاء طلب منه الناجون أن يحضر لهم الماء، فسار مسرعا لمسافة قصيرة وانضم إليهم.
وقال إن "جثث الشهداء كانت ملقاة على الأرض. كان البعض مصابا وكانوا يحاولون مساعدة بعضهم البعض". كانت رزقه (50 عاما) زوجة فارس من بين الشهداء وكذلك كانت زوجة ابنه حنان، وحفيدته هدى (16 عاما).
ولم تأت النجدة للباقين الا بعد ظهر اليوم التالي الأربعاء عندما وصل فريق من "الصليب الأحمر" لنقلهم إلى المستشفى.
ويقول الجيش الإسرائيلي انه يحقق فيما حدث بحي الزيتون. ولكنه كرر نفيه ان تكون قواته قد أمرت السكان بالتجمع في منزل واحد وقال انه قواته لا تستهدف مدنيين عن عمد.
إلا أن هناك من أفراد العائلة من يرى خلاف ذلك. فرج السموني (22 عاما) كان يعيش مع عائلته قرب حلمي وصلاح. وقد لجأت العائلة من القصف الكثيف، واجتمع 18 من أفراد العائلة في غرفة واحدة خلال الليل. وصباح الأحد اقترب الجنود الإسرائيليون "وصاحوا طالبين خروج صاحب المنزل. فتح والدي الباب وخرج، أطلقوا عليه النار مباشرة واستشهد أمام منزله".
وفيما كانت جثة والده عطية (45 عاما) مسجاة على الأرض في الخارج أطلق الجنود الإسرائيليون مزيدا من الطلقات النارية نحو الغرفة، وقال إنهم في هذه المرة قتلوا أخيه الأصغر احمد (4 سنوات) ووالدة الصغير.
وبالامس كانت هناك دماء على جدار الغرفة الصغيرة التي كان يجلس فيها الطفل. أمرتهم القوات بعد ذلك بالانبطاح على الأرض. إلا انه عندما بدأت النيران تحرق الغرفة المجاورة وترسل دخانا قاتما بدأوا يصيحون طالبين السماح لهم بالخروج. وقال فرج كنا نصيح "بيننا أطفال".
وبعد لأي سمح لهم الجنود بالخروج، فركضوا في الطريق ومروا عند الآخرين الذين اجتمعوا في منزل وائل السموني بغرض الوصول إلى الطريق الرئيسي ومن ثم إلى الأمان.
وبعد أن عاد فرج، وجد ان منزله قد دمر عن بكرة أبيه، لم تبق منه الا كومة من قضبان الحديد الملتوية والكونكريت. وبقيت على المشواة قطع من الباذنجان المحروق التي كانت العائلة تعدها من اجل الإفطار. لم يتمكن فرج من دفن والده إلا يوم الأحد، ولكنه حتى في ذلك الوقت واجه معضلة ظالمة: فالمقابر في غزة مليئة الآن وليس هناك اسمنت بعد الحصار الإسرائيلي الطويل لدرجة انه اضطر إلى فتح قبر عتيق للعائلة ودفن والده إلى جانب جثة أخرى.
وقال فرج "كيف يمكننا أن ننعم بالسلام بينما هم يقتلون المدنيين بل وحتى الأطفال؟ أنا أؤيد وقف إطلاق النار الآن. ليست لدينا قوة. ولو لم تكن هناك هدنة لما أمكننا دفن شهدائنا".
وقال إبراهيم السموني (45 عاما) الذي فقد زوجته وأربعة من أبناءه في حي الزيتون "نحن نلوم كل شخص. نريد من الجميع ان يهتموا بنا وان يدركوا مدى ما عانيناه. نحن لسنا مقاتلي مقاومة. نحن اناس عاديون".
الإثنين مارس 09, 2009 3:24 pm من طرف القاسم
» (و انتصرت حركة عزتنا) ... مقطع أفتر افيكت من انتاجي
السبت فبراير 28, 2009 10:42 pm من طرف فجر الحرية
» الرجاء من الجميع الدخول للضرورة وذلك لوجود تنبيهات جديدة للجميع .
الأربعاء فبراير 25, 2009 10:39 pm من طرف أبو البراء
» الرجاء من الجميع الدخول للضرورة وذلك لوجود تنبيهات جديدة للجميع .
الأربعاء فبراير 25, 2009 10:33 pm من طرف فجر الحرية
» مجموعة أدعية
الثلاثاء فبراير 24, 2009 1:41 pm من طرف فجر الحرية
» حلقة مميزة من حوار مفتوح: مقاتلو القسام بين الركام ومواقع المعارك
الإثنين فبراير 23, 2009 7:01 pm من طرف فجر الحرية
» (تحت طي الكتمان):- قائد الوحدة القسامية الآسرة يروي تفاصيل اختطاف الجندي شرق جباليا
الإثنين فبراير 23, 2009 1:10 pm من طرف أبو البراء
» ملف اكسل روعة
السبت فبراير 21, 2009 8:38 pm من طرف فجر الحرية
» مجموعة صور و تصاميم للشهيد القائد ياسر عرفات " أبوعمار"
السبت فبراير 21, 2009 8:19 pm من طرف فجر الحرية