الرئيسية
أحدث الصور
من طرف القاسم الخميس فبراير 19, 2009 9:58 pmقائد الوحدة القسامية الآسرة يروي تفاصيل اختطاف الجندي شرق جباليا
مع غياب هدير الدبابات وانقشاع غبار الآليات التي تقدمت إلى عزبة عبد ربه إلى الشرق من جباليا ، لم يكن البحث عن أحد مجاهدي القسام ممن كانوا في موقع المعركة التي أسر خلالها جندي إسرائيلي بالأمر السهل .
عملية البحث والتنقيب التي خاضتها "الرسالة" عن أسرار العملية العسكرية المعقدة أفضت للوصول إلى قائد الوحدة القسامة الآسرة الذي كان يدير المعركة التي انتهت بتدمير قوات الاحتلال للمنزل على رأس الجندي وخاطفيه بعدما فشلت جميع محاولات استعادته.
فبعد دخول الساعات الأولى من الليل جاءتنا المعلومات بأن القائد الذي لم يحدد اسمه أو كنيته ينتظرنا على ركام أحد المنازل المدمرة في عزبة عبد ربه ، كان من الصعب تحديد المكان بدقة نظرا لانقطاع التيار الكهربائي المتواصل على اثر تقطع خطوط الكهرباء والتدمير الذي سوى جميع منازل المنطقة بالأرض .
تقدمنا بالسيارة التي كانت تقلنا بخطوات حذرة علنا نعثر على من ينتظرنا ، ولم تكن سوى أضواء السيارة من تنير المكان المظلم والذي بات يشبه ليلا مدينة الأشباح ولا نسمع إلا نباح الكلاب .
بصوت خافت لم نتمكن من تحديد مصدره كان النداء " أنا هنا " حينها ارتجلت من السيارة وتقدمت ببطء فوق ركام المنازل هناك دار الحديث ... السلام عليكم ، أنا أبو مجاهد ، هكذا فضل قائد الوحدة الآسرة ذو اللباس الأسود تعريف نفسه ، ولم تكن الرؤية واضحة حيث غابت معالم وجهه بشكل شبه تام .
التفاصيل المثيرة لمعركة أسر الجندي الإسرائيلي التي سردها أبو مجاهد بدأت في اليوم الأول من الحرب البرية التي شنتها قوات الاحتلال عندما تقدمت دبابة مركفاة ثلاثة تمكن المجاهدون من تفجيرها وكانت المعلومات تؤكد اشتعال النيران بداخلها لما يقارب الساعتين .
كان قرار قيادة القسام حينها بضرورة أخذ المزيد من الاحتياطات الأمنية لتوقعهم بأن تقدم قوات الاحتلال على ردة فعل انتقامية .
في اليوم الثاني حمي وطيس المعركة واستنفر الاحتلال لطاقاته كما دأب المجاهدون وبشكل سريع على نصب عبوة شواظ ثلاثة أرضية بالقرب من مسجد صلاح الدين وعبوة أفراد برملية أخرى في شارع حاتم عبد ربه المعروف في المنطقة لمباغتة قوات الاحتلال.
كانت لحظات انتظار يحبس بها المجاهدون أنفاسهم في انتظار تقدم قوات الاحتلال إلى مكان زرع العبوات ، وما هي دقائق حتى وقع الانفجار عندما تقدمت وحدة إسرائيلية راجلة مكونة مما يقارب من عشرين جنديا بالقرب من العبوة البرملية التي فجرها المجاهدون حتى تناثرت أشلاء الجنود وعلا صراخ من بقي حيا .
تمركز ثلاثة من كتائب القسام في أحد المنازل القريبة واتخذوا مواقعهم لبدء عملية الاشتباك مع القوة المتقدمة ، حينها تمكن أحدهم من التسلل والانقضاض على جندي مصاب وسحبه مسرعا إلى المنزل الذي يتمركزون به والقريب من المسجد في تلك المنطقة .
كانت رسائل القيادة للمجاهدين الثلاثة بضرورة الاحتفاظ بالجندي وعدم التفريط به ، والعمل بكل ما وسعهم لتأمين خروجه برفقتهم من المنطقة التي شهدت اشتباكات عنيفة لضمه إلى رفيقه جلعاد شاليط .
أبو مجاهد الذي كان على اتصال مستمر بالمجموعة الآسرة يقول " بدأت حينها بتحصين المنزل الذي تتمركز به بنصب العبوات في محيطه ، بينما كان الجندي الأسير مصابا اثر وقوعه بالكمين وانفجار العبوة البرملية بالقوة الراجلة" .
قيادة كتائب القسام في المنطقة أعلنت الاستنفار في صفوف مقاتليها إيذانا بتأمين خروج الجندي الأسير من المنطقة التي تشهد عملية عسكرية ساخنة .
بعد ما يقارب الساعة من العملية اكتشفت القوات الخاصة الإسرائيلية أنها فقدت الاتصال مع أحد جنودها المتقدمين في المنطقة ، وبعد بحث وتحري علمت القوات أن الجندي بحوزة المقاومة فباتوا يتخبطون كالثور الهائج علهم يتمكنوا من إطلاق سراحه .
كانت الوحدة القسامية تتخذ مواقع قتالية في المنزل الذي تحصنت به استعدادا لصد أي محاولة لاقتحام المنزل ، فيما كان بينهم الجندي الأسير ، حينما علت مكبرات الصوت من داخل الآليات الاحتلالية التي تحاول التقدم تجاه المنزل تارة والابتعاد تارة بالطلب من المتحصنين بالمنزل تسليم أنفسهم والجندي وسيتكفلون بعلاجهم وعدم المساس بهم .
أصوات الطلقات النارية كانت الرد الوحيد من كتائب القسام على نداءات الاحتلال المتكررة ، والتي انتهت بإطلاق قذيفة لاو على المنزل بعد أن يئست قوات الاحتلال من تخليص الجندي.
في هذه اللحظات لم يكن الاتصال قد انقطع مع القيادة في خارج المنزل ، حيث كانت المعلومات تشير إلى أن أحدا من المجاهدين الثلاثة لم يصب بأذى .
مناورات الاحتلال لم تقف عند هذا الحد بل اتخذت من المواطن مجدي عبد ربه الذي اعتقلته من منزله درعا بشريا وليكون وسيلة لنقل الرسائل من قوات الاحتلال إلى الوحدة الأسرة بعد أن جردوه من ملابسه بشكل كامل.
يجدر بالإشارة إلى أن صحيفة الاندبندنت البريطانية روت تفاصيل معركة ثلاثة من مقاومي القسام مع قوات الاحتلال في عزبة عبد ربه مستندة لشهادة مجدي إلا أنها لم تتطرق إلى عملية خطف الجندي الإسرائيلي بشكل مطلق ، مع أن عبد ربه أكد الأمر .
شهادة عبد ربه الذي كان متنقلا تحت زخات الرصاص بطلب من قوات الاحتلال بين مكان تواجد الجنود والمنزل الذي تحصن به مقاتلو القسام ، تفيد بأن قوات الاحتلال هددته بشكل مباشر بأنها ستعدمه في الميدان إن خانهم أو غدر بهم ولم ينقل طلبهم إلى الآسرين .
كان عبد ربه يتوقع في كل لحظة أن تخترقه رصاصات الاحتلال وهو في طريقه إلى المنزل الذي يتحصن به أفراد القسام ، وكان يخشى في الوقت ذاته من أن يباغته المتحصنون بالرصاص خشية أن يكون مندسا من قبل الاحتلال .
باللغة العامية ينقل عبد ربه الشهادة من الميدان " طلبت مني قوات الاحتلال أن اذهب للمنزل الذي تحصن به المجاهدين وأبلغهم بضرورة تسليم أنفسهم وإلا سيتم قصف المنزل فوق رؤؤسهم " ، وما أن وصل عبد ربه إلى المكان حتى ارتفعت أصوات الأسلحة التي بحوزة كتائب القسام تأهبا لصد أي محاولة تقدم لقوات الاحتلال نحوهم .
من خارج المنزل علا صوت عبد ربه " أنا مجدي ما تطخوا علي ، الضابط بيقول الكو سلموا حالكو والجندي وإلا حيقصفوا الدار عليكم " ، على الفور وبدون تردد كان الرد " قول للي بعتك إذا كان راجل وبدو ياخذ الجندي ييجي هو " .
عاد عبد ربه الذي كان يتلفظ بالشهادة بشكل متواصل لأنه على يقين أن رصاصة واحدة ستكون كفيلة بوضع حد لحياته ونقل للضابط الرد كما هو .
قبل أن تسمح قوات الاحتلال لعبد ربه من مغادرة المكان أجرى الضابط اتصالا هاتفيا ، وما أن أنهاه حتى أطلقت طائرة مروحية " أباتشي" صاروخا على المنزل الذي يتحصن به المجاهدين ، وبعدها عاد الضابط ليطلب منه التأكد من مقتل المقاومين الثلاثة داخل المنزل.
هاد عاد ربه أدراجه باتجاه المنزل لتنفيذ ما طلب منه فوجد المقاتلين لا زالوا على قيد الحياة ويمتشقون أسلحتهم رغم الجراح التي أصابت بعضهم ، ورجع لينقل ما رآه لقوات الاحتلال القريبة من المكان .
بعد جولات يائسة من مساومة المقاتلين لتسليم أنفسهم كان عبد ربه يشكل ناقلا لتلك الرسائل ، أرسل جنود الاحتلال بكلب بوليسي ليتحسس ويهاجم المقاومين ، إلا أن نباهة المقاتلين كانت حاضرة فأطلقوا عليه النيران وأردوه قتيلا في المكان ، ليؤكد مجدي عبد ربه حينها أن الجنود انهاروا بالبكاء على كلبهم الميت .
وعلى ما يبدو أن قوات الاحتلال التي فقدت الأمل بفك أسر الجندي اتخذت قرارا حاسما بقتل الجندي بآسريه في المكان دون تردد حيث أقدمت طائرات الاف ستة عشر على قصف المنزل وتدميره بشكل كامل على من فيه دون أن تكترث بحياة جنديها ، وهو ما تصدقه التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن أن قادة الاحتلال أمروا جنودهم بقتل أنفسهم وألا يكونوا في يد حماس .
بعد تأكد قوات الاحتلال من تدمير المنزل بشكل كامل دخلت القوات الخاصة محاولة انتشال وإسعاف الجندي الأسير حيث خلعت ملابسه العسكرية التي كان يرتديها ، فكان قد فارق الحياة ، وانتشلت جثته الهامدة فيما بقي زيه العسكري في المنزل المدمر وتم العثور عليه بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة ، حينها أعلنت كتائب القسام استشهاد ثلاثة من عناصرها الذين نفذوا العملية وهم محمد فريد عبد الله وإياد عبيد ومحمد عبيد .
كانت مهمة جهادية دارت رحاها في أروقة عزبة عبد ربه إلى الشرق من بلدة جباليا ، ربما كانت أقرب إلى أفلام "الاكشن" السينمائية ، لكنها تلك التفاصيل الدقيقة التي تحدث عنها قائد الوحدة القسامية الأسرة الذي كان على اتصال بالآسرين.
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الجناح العسكري لحركة حماس
مع غياب هدير الدبابات وانقشاع غبار الآليات التي تقدمت إلى عزبة عبد ربه إلى الشرق من جباليا ، لم يكن البحث عن أحد مجاهدي القسام ممن كانوا في موقع المعركة التي أسر خلالها جندي إسرائيلي بالأمر السهل .
عملية البحث والتنقيب التي خاضتها "الرسالة" عن أسرار العملية العسكرية المعقدة أفضت للوصول إلى قائد الوحدة القسامة الآسرة الذي كان يدير المعركة التي انتهت بتدمير قوات الاحتلال للمنزل على رأس الجندي وخاطفيه بعدما فشلت جميع محاولات استعادته.
فبعد دخول الساعات الأولى من الليل جاءتنا المعلومات بأن القائد الذي لم يحدد اسمه أو كنيته ينتظرنا على ركام أحد المنازل المدمرة في عزبة عبد ربه ، كان من الصعب تحديد المكان بدقة نظرا لانقطاع التيار الكهربائي المتواصل على اثر تقطع خطوط الكهرباء والتدمير الذي سوى جميع منازل المنطقة بالأرض .
تقدمنا بالسيارة التي كانت تقلنا بخطوات حذرة علنا نعثر على من ينتظرنا ، ولم تكن سوى أضواء السيارة من تنير المكان المظلم والذي بات يشبه ليلا مدينة الأشباح ولا نسمع إلا نباح الكلاب .
بصوت خافت لم نتمكن من تحديد مصدره كان النداء " أنا هنا " حينها ارتجلت من السيارة وتقدمت ببطء فوق ركام المنازل هناك دار الحديث ... السلام عليكم ، أنا أبو مجاهد ، هكذا فضل قائد الوحدة الآسرة ذو اللباس الأسود تعريف نفسه ، ولم تكن الرؤية واضحة حيث غابت معالم وجهه بشكل شبه تام .
التفاصيل المثيرة لمعركة أسر الجندي الإسرائيلي التي سردها أبو مجاهد بدأت في اليوم الأول من الحرب البرية التي شنتها قوات الاحتلال عندما تقدمت دبابة مركفاة ثلاثة تمكن المجاهدون من تفجيرها وكانت المعلومات تؤكد اشتعال النيران بداخلها لما يقارب الساعتين .
كان قرار قيادة القسام حينها بضرورة أخذ المزيد من الاحتياطات الأمنية لتوقعهم بأن تقدم قوات الاحتلال على ردة فعل انتقامية .
في اليوم الثاني حمي وطيس المعركة واستنفر الاحتلال لطاقاته كما دأب المجاهدون وبشكل سريع على نصب عبوة شواظ ثلاثة أرضية بالقرب من مسجد صلاح الدين وعبوة أفراد برملية أخرى في شارع حاتم عبد ربه المعروف في المنطقة لمباغتة قوات الاحتلال.
كانت لحظات انتظار يحبس بها المجاهدون أنفاسهم في انتظار تقدم قوات الاحتلال إلى مكان زرع العبوات ، وما هي دقائق حتى وقع الانفجار عندما تقدمت وحدة إسرائيلية راجلة مكونة مما يقارب من عشرين جنديا بالقرب من العبوة البرملية التي فجرها المجاهدون حتى تناثرت أشلاء الجنود وعلا صراخ من بقي حيا .
تمركز ثلاثة من كتائب القسام في أحد المنازل القريبة واتخذوا مواقعهم لبدء عملية الاشتباك مع القوة المتقدمة ، حينها تمكن أحدهم من التسلل والانقضاض على جندي مصاب وسحبه مسرعا إلى المنزل الذي يتمركزون به والقريب من المسجد في تلك المنطقة .
كانت رسائل القيادة للمجاهدين الثلاثة بضرورة الاحتفاظ بالجندي وعدم التفريط به ، والعمل بكل ما وسعهم لتأمين خروجه برفقتهم من المنطقة التي شهدت اشتباكات عنيفة لضمه إلى رفيقه جلعاد شاليط .
أبو مجاهد الذي كان على اتصال مستمر بالمجموعة الآسرة يقول " بدأت حينها بتحصين المنزل الذي تتمركز به بنصب العبوات في محيطه ، بينما كان الجندي الأسير مصابا اثر وقوعه بالكمين وانفجار العبوة البرملية بالقوة الراجلة" .
قيادة كتائب القسام في المنطقة أعلنت الاستنفار في صفوف مقاتليها إيذانا بتأمين خروج الجندي الأسير من المنطقة التي تشهد عملية عسكرية ساخنة .
بعد ما يقارب الساعة من العملية اكتشفت القوات الخاصة الإسرائيلية أنها فقدت الاتصال مع أحد جنودها المتقدمين في المنطقة ، وبعد بحث وتحري علمت القوات أن الجندي بحوزة المقاومة فباتوا يتخبطون كالثور الهائج علهم يتمكنوا من إطلاق سراحه .
كانت الوحدة القسامية تتخذ مواقع قتالية في المنزل الذي تحصنت به استعدادا لصد أي محاولة لاقتحام المنزل ، فيما كان بينهم الجندي الأسير ، حينما علت مكبرات الصوت من داخل الآليات الاحتلالية التي تحاول التقدم تجاه المنزل تارة والابتعاد تارة بالطلب من المتحصنين بالمنزل تسليم أنفسهم والجندي وسيتكفلون بعلاجهم وعدم المساس بهم .
أصوات الطلقات النارية كانت الرد الوحيد من كتائب القسام على نداءات الاحتلال المتكررة ، والتي انتهت بإطلاق قذيفة لاو على المنزل بعد أن يئست قوات الاحتلال من تخليص الجندي.
في هذه اللحظات لم يكن الاتصال قد انقطع مع القيادة في خارج المنزل ، حيث كانت المعلومات تشير إلى أن أحدا من المجاهدين الثلاثة لم يصب بأذى .
مناورات الاحتلال لم تقف عند هذا الحد بل اتخذت من المواطن مجدي عبد ربه الذي اعتقلته من منزله درعا بشريا وليكون وسيلة لنقل الرسائل من قوات الاحتلال إلى الوحدة الأسرة بعد أن جردوه من ملابسه بشكل كامل.
يجدر بالإشارة إلى أن صحيفة الاندبندنت البريطانية روت تفاصيل معركة ثلاثة من مقاومي القسام مع قوات الاحتلال في عزبة عبد ربه مستندة لشهادة مجدي إلا أنها لم تتطرق إلى عملية خطف الجندي الإسرائيلي بشكل مطلق ، مع أن عبد ربه أكد الأمر .
شهادة عبد ربه الذي كان متنقلا تحت زخات الرصاص بطلب من قوات الاحتلال بين مكان تواجد الجنود والمنزل الذي تحصن به مقاتلو القسام ، تفيد بأن قوات الاحتلال هددته بشكل مباشر بأنها ستعدمه في الميدان إن خانهم أو غدر بهم ولم ينقل طلبهم إلى الآسرين .
كان عبد ربه يتوقع في كل لحظة أن تخترقه رصاصات الاحتلال وهو في طريقه إلى المنزل الذي يتحصن به أفراد القسام ، وكان يخشى في الوقت ذاته من أن يباغته المتحصنون بالرصاص خشية أن يكون مندسا من قبل الاحتلال .
باللغة العامية ينقل عبد ربه الشهادة من الميدان " طلبت مني قوات الاحتلال أن اذهب للمنزل الذي تحصن به المجاهدين وأبلغهم بضرورة تسليم أنفسهم وإلا سيتم قصف المنزل فوق رؤؤسهم " ، وما أن وصل عبد ربه إلى المكان حتى ارتفعت أصوات الأسلحة التي بحوزة كتائب القسام تأهبا لصد أي محاولة تقدم لقوات الاحتلال نحوهم .
من خارج المنزل علا صوت عبد ربه " أنا مجدي ما تطخوا علي ، الضابط بيقول الكو سلموا حالكو والجندي وإلا حيقصفوا الدار عليكم " ، على الفور وبدون تردد كان الرد " قول للي بعتك إذا كان راجل وبدو ياخذ الجندي ييجي هو " .
عاد عبد ربه الذي كان يتلفظ بالشهادة بشكل متواصل لأنه على يقين أن رصاصة واحدة ستكون كفيلة بوضع حد لحياته ونقل للضابط الرد كما هو .
قبل أن تسمح قوات الاحتلال لعبد ربه من مغادرة المكان أجرى الضابط اتصالا هاتفيا ، وما أن أنهاه حتى أطلقت طائرة مروحية " أباتشي" صاروخا على المنزل الذي يتحصن به المجاهدين ، وبعدها عاد الضابط ليطلب منه التأكد من مقتل المقاومين الثلاثة داخل المنزل.
هاد عاد ربه أدراجه باتجاه المنزل لتنفيذ ما طلب منه فوجد المقاتلين لا زالوا على قيد الحياة ويمتشقون أسلحتهم رغم الجراح التي أصابت بعضهم ، ورجع لينقل ما رآه لقوات الاحتلال القريبة من المكان .
بعد جولات يائسة من مساومة المقاتلين لتسليم أنفسهم كان عبد ربه يشكل ناقلا لتلك الرسائل ، أرسل جنود الاحتلال بكلب بوليسي ليتحسس ويهاجم المقاومين ، إلا أن نباهة المقاتلين كانت حاضرة فأطلقوا عليه النيران وأردوه قتيلا في المكان ، ليؤكد مجدي عبد ربه حينها أن الجنود انهاروا بالبكاء على كلبهم الميت .
وعلى ما يبدو أن قوات الاحتلال التي فقدت الأمل بفك أسر الجندي اتخذت قرارا حاسما بقتل الجندي بآسريه في المكان دون تردد حيث أقدمت طائرات الاف ستة عشر على قصف المنزل وتدميره بشكل كامل على من فيه دون أن تكترث بحياة جنديها ، وهو ما تصدقه التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن أن قادة الاحتلال أمروا جنودهم بقتل أنفسهم وألا يكونوا في يد حماس .
بعد تأكد قوات الاحتلال من تدمير المنزل بشكل كامل دخلت القوات الخاصة محاولة انتشال وإسعاف الجندي الأسير حيث خلعت ملابسه العسكرية التي كان يرتديها ، فكان قد فارق الحياة ، وانتشلت جثته الهامدة فيما بقي زيه العسكري في المنزل المدمر وتم العثور عليه بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة ، حينها أعلنت كتائب القسام استشهاد ثلاثة من عناصرها الذين نفذوا العملية وهم محمد فريد عبد الله وإياد عبيد ومحمد عبيد .
كانت مهمة جهادية دارت رحاها في أروقة عزبة عبد ربه إلى الشرق من بلدة جباليا ، ربما كانت أقرب إلى أفلام "الاكشن" السينمائية ، لكنها تلك التفاصيل الدقيقة التي تحدث عنها قائد الوحدة القسامية الأسرة الذي كان على اتصال بالآسرين.
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الجناح العسكري لحركة حماس
» (و انتصرت حركة عزتنا) ... مقطع أفتر افيكت من انتاجي
» الرجاء من الجميع الدخول للضرورة وذلك لوجود تنبيهات جديدة للجميع .
» الرجاء من الجميع الدخول للضرورة وذلك لوجود تنبيهات جديدة للجميع .
» مجموعة أدعية
» حلقة مميزة من حوار مفتوح: مقاتلو القسام بين الركام ومواقع المعارك
» (تحت طي الكتمان):- قائد الوحدة القسامية الآسرة يروي تفاصيل اختطاف الجندي شرق جباليا
» ملف اكسل روعة
» مجموعة صور و تصاميم للشهيد القائد ياسر عرفات " أبوعمار"